تشير الإحصائيات إلى أنّ نحو 50% من الأزواج يتعرّضون في مرحلة من مراحل حياتهم للخيانة، فيكسر أحد الزوجين عهود الزواج بالحبّ والصدق والإخلاص.
ترى ما السبب وراء الخيانة؟ وما هي أفضل الطرق لتجنّبها، وأفضل سبل تخطيها؟
أسباب الخيانة
تختلف أسباب الخيانة الزوجية وتتعدّد، إلا أنّ هناك بعض العوامل المشتركة التي من شأنها أن تؤدي إلى الخيانة.
يعدّ إهمال الزوج أو الزوجة والتركيز على الاعتناء بالأولاد أحد الاسباب التي ينتج عنها غياب السعادة الزوجية، ما يؤدي إلى عدم ثبات عاطفي يدفع بالزوج إلى البحث عن العاطفة خارج إطار الزواج. لذا، يجب على الأزواج أن يحرصوا على تمتين علاقتهما ومنحها الأولوية من وقت إلى آخر.
وفي بعض الحالات، يبدأ الزوجان بإهمال بعضهما البعض، فيغضان النظر عن المناسبات، وعن تبادل الهدايا أو الكلمات اللطيفة، ولسوء الحظ، تسهم هذه الأمور جميعها في تعزيز احتمال الوقوع في فخ الخيانة الزوجية. ومن هنا، يتعيّن على الزوجين بذل مزيد من الجهد لقضاء الوقت معًا والقيام بأعمال مسلية وتبادل الهدايا الرمزية.
ما هي السبل لتحصين الزواج ضد الخيانة الزوجية؟
لتحصين العلاقة الزوجية وصونها من خطر الخيانة، نقدّم 5 نصائح كفيلة بإبعاد شبح الخيانة عن حياتكما.
- الحفاظ على خصوصية العلاقة الزوجية وعدم فضح الأسرار ومشاركتها مع الكثيرين.
- الإدراك بأن العمل هو منطقة خطر للكثير من الأزواج، لذا يستحسن عدم الخروج لتناول القهوة أو الغداء على انفراد مع أحد من العمل.
- تجنّب مساعدة الأشخاص الذين كانت تربطك فيهم علاقة والذين يأتون مهرولين وباكين.
- حماية الزواج من خلال مناقشة المسائل الخاصة في المنزل. وإن احتجت حقّا إلى استشارة طرف ثالث، فاحرص على أن يكون شخصًا يدعم زواجكما.
- عدم التمادي في الجلوس على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والتواصل مع أشخاص جدد أو مع أصدقاء قدامى.
أما في حال حصلت الخيانة لأي سبب من الأسباب، فما السبيل إلى الخروج من هذه المشكلة؟
يظن الكثيرون أن مصارحة الشريك بالمشكلة سيؤدي إلى مزيد من الارتباك والانزعاج، إلا أن العكس هو الصحيح. فمناقشة المسألة هو الطريق الأمثل لإعادة الثقة والحميمية.
من المهم على الثنائي عدم تخطي مرحلة الإصلاح، فالوقت والصبر عنصران أساسيان لإعادة جمع أشلاء العلاقة، ومناقشة التطور وصولاً إلى مرحلة التفهّم.
ينتج عن التفهّم السماح ، وهو ما يحتاج إليه الزوجان للتقرّب من بعضهما البعض مجددًا.
تجدر الإشارة إلى وجود فرق كبير بين “الخيانة التي يتمّ الإفصاح عنها” و”الخيانة التي تُكتشف”. إذ يستحسن إخبار الشريك عن العلاقة عوضًا عن تركه يكتشف ذلك بنفسه أو عن طريق الصدفة.
وفي كلتي الحالتين، من الطبيعي أن يُمنح الشخص الذي تعرّض للخيانة وقتًا كافيًا ليتخطى ما أصابه. وقد يطالب الشخص الذي تعرّض للخيانة بمعرفة كافة تفاصيل العلاقة وكيف تطوّرت لتصل إلى ما آلت إليه. ومن هنا، يتعين على الزوج أن يجيب على كلّ الأسئلة المطروحة، ولو تكرّرت الأسئلة مرارًا وتكرارًا.
أما السبيل الأمثل لتخطي الخيانة فيرتبط بمقدار الندم الذي يظهره المرء تجاه ما جرى، وبالتعبير الشفهي والفعلي عن هذا الندم.
ولضمان الشفاء من الخيانة وتخطيها، ينصح الأخصائيون باعتماد الخطوات التالية:
- يجب على الشخص الذي ارتكب الخيانة أن يقطع أية علاقة تربطه بالطرف الثالث. يسهم ذلك في إعادة تكوين بيئة آمنة للشفاء والثقة.
- الالتزام بالصدق والتواصل حتى ولو كان ذلك غير مريح.
- منح الوقت الكافي للشفاء والإيمان بإمكانية تصحيح العلاقة. فشئت أم أبيت، يختار 70% من الأزواج البقاء معًا ويحاولون إصلاح العلاقة حتى ولو تضمنت خيانة.
يسهم الشفاء من العلاقة في تقوية أواصر العلاقة وذلك في حال كان الزوجان مستعدين للقيام بكلّ الأعمال اللازمة للتصحيح. وغالبًا ما يتخطى الزوجان الخيانة وتصبح علاقتهما أقوى. فإعادة بناء جسور الثقة يستلم من الزوجين الكثير من العناية والرعاية والانتباه والمراعاة والحبّ.